كيف تكونين أما مثالية

  كيف تكونين أما مثالية

قال تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا}، هذه الآية الكريمة اشتملت على صفات النفس ذات الهمة العالية والتي لا ترضى بالدنية في الدين، بل لا تريد أن تكون تقية فقط ولكن تكون إمامًا للمتقين، وقد أكون

قدوة حسنة لغيرى في ملبسي وتعاملاتي، وفي معاملتي لزوجي، ولكن هل سألت إحدانا نفسها ذات يوم: هل أنا قدوة في تربيتي لأبنائي؟تقول الأستاذة إيمان صالح الحربى - الباحثة التربوية وإحدى المهتمات بشئون المرأة - إن هناك قائمة من السلوكيات والقيم

التى يجب على كل من تريد أن تكون مثالاً وقدوة لأبنائها فى ذاتها وفى تربيتهم أن تتحراها وتتحلى بهاوهى:الإخلاص لله، فهي تربي أبناءها من أجل الله ولله، فهم أمانة أعطاها الله إياها.فيجب عليها أن تكون قدوة للأبناء في تعاملاتها، في أخلاقها، في عباداتها، في نظامها،

في مأكلها، في مشربها، فالابن مثل الإسفنجة يمتص كل ما حوله، وإذا أصلحت الأم نفسها فإن الله يحفظهم، قال عز و جل: {وكان أبوهما صالحًا}.

احتياجات الأبناء مختلفة.

مختلفة باختلاف شخصيّاتهم, مختلفة باختلاف
أعمارهم, مختلفة باختلاف توجّهاتهم واهتماماتهم..

العدل والمساواة قد لا تعني بالضرورة "العطاء بالقدر والكيف نفسه بينهم جميعاً" بمقدار
ما تعني (على الأقلّ فيما أرى) أن أُشبع احتياجات كلّ ابن من أبنائي وأن يشعر
الجميع بالسعادة والرضا...


قد يكون عندي "ابنة رسّامة" أشتري لها ما تحبّ من ألوان وكرّاسات رسم..
عل خلاف ابني صاحب الاختراعات العجيبة الذي يحتاج "أخشاب, ومطرقة, وصندوق عُدّة كامل"...

قد يكون حلُم ابنتي الرسامة الحصول على علبة ألوان فاخرة,
قد لا يتجاوز ثمنها 15 دولار..

بينما متطلّبات ابني وصندوق العُدّة يلزمه ما لا يقلّ عن 30-50 دولار مثلاً..
هذا كمثال من الناحية المادّيّة..


من الناحية العاطفيّة..
هناك من الأبناء من يحبّ الحضن والقُبلة..
ويشعر بذلك بالأمان والإغناء الداخلي..

ومنهم يعتبر هذا أشياء طفولية ولا يحبّها, ويرضيه ويحبّ
أن يشعر أنه "مسؤول" ويتحمّل العمل الكثير.

سيكون من الظلم لابني المسؤول أن أحتضنه وأقبّله (كالبقيّة/ من منطلق العدل والمساواة) وأحاول
إراحته بعدم تكليفه بمهامّ تسعده وتشعره بالإغناء الداخلي..


الغرض من العدل والمساواة هو تأليف القلوب
ونزع الحسد والغلّ من بين الأخوة, وهذا يتحقق بإشباع احتياجات
وليس بالعطاء المتساوي.